غزو أوكرانيا وكورونا والمناخ.. هكذا تشرح الأزمات لطفلك!

بينما يحاول العالم التأقلم مع تبعات جائحة كورونا، فاجأه الغزو الروسي لأوكرانيا! هذا ما عدا أزمة التغير المناخي التي تؤثر على كل الكوكب. فكيف نشرح هذه الأزمات وغيرها لأطفالنا؟ هنا بعض النصائح التي تفيدك في ذلك!

يتعلم الأطفال أكثر وأسرع بكثير مما نعتقده نحن الكبار في كثير من الأحيان. وفي خضم الأزمات، مثل الحرب في أوكرانيا وجائحة كورونا وأزمة التغير المناخي، قد يوجه إلينا أطفالنا أسئلة حول هذه الأزمات وأسبابها.

إعلان

لكن ترك مخاوف الأطفال أو أسئلتهم دون إجابة ليس خياراً جيداً. يقول المتحدث باسم مبادرة « علماء نفس من أجل المستقبل »، عالم النفس فيليكس بيتر: « يريد الأطفال أن تتم حمايتهم ». ومن أجل ذلك، يجب أن يشعروا أن الكبار يبذلون قصارى جهدهم لضمان انتهاء الأزمات بشكل جيد، ويبدأ ذلك بالحديث معهم حول الأزمات. لكن كيف نفعل ذلك بشكل صحيح؟

أخذ مشاعر الطفل على محمل الجد

يعبر الأطفال عن مشاعرهم بطرق مختلفة، وهذا يتعلق بأعمارهم. تقول عالمة النفس كاتارينا فان برونزفيك، وهي أيضاً متحدثة باسم « علماء نفس من أجل المستقبل »، إن الأطفال الصغار لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، وبدلاً من ذلك تظهر عليهم أعراض جسدية مثل آلام المعدة أو الصداع.

فالطفل الذي يبكي يحتاج أولاً إلى التخفيف عنه ثم توجيه أسئلة إليه مثل: « ما الذي يشغلك الآن؟ » أو « ماذا حصل معك اليوم؟ ». هذه الأسئلة قد تساعد الأطفال على تحويل مشاعرهم إلى كلمات. وتضيف فان برونزفيك: « لكن الطريقة التي نتحدث بها مع الأطفال حول الأزمات تعتمد أيضاً على التطور الإدراكي والعاطفي للطفل »، وتتابع: « بمجرد أن يسأل الطفل أسئلة حول الأحداث العالمية، يجب الإجابة عليها ».

إعلان

من جهته يقول بيتر: « كثيراً ما يقال إنه يجب إزالة مخاوف الأطفال، لكننا نميل للقول إنه يجب التحدث عن المخاوف ». ووفقاً للطبيب النفسي، فإن كلمات مثل « لا داعي للخوف » تعني حظراً للشعور! إن قول كلمات مثل « أستطيع أن أفهمك، إن هذا يخيفني أيضاً »، هو رد فعل أفضل بكثير، كما تقول فان برونزفيك، لأن ذلك يجعل الطفل يشعر بأنه يؤخذ على محمل الجد، على حد تعبيرها.ج

الصدق

يجب على الآباء ألا يخافوا من إظهار خوفهم للأطفال، بل على العكس. تقول فان برونزفيك: « يستفيد الأطفال عندما يكون البالغون صريحين ». ومع ذلك فإن البالغين مسؤولون عن تنظيم مشاعرهم. لكن المهم هو أن يكون الكبار واضحين بشأن مشاعرهم قبل الحديث عنها مع الأطفال. وبذلك يمكن للأطفال أن يتعلموا شيئاً ذا قيمة كبيرة وهو أنه يمكن التعبير عن المشاعر بكل أنواعها والحديث عنها.
لكن عالمي النفس يؤكدان على ضرورة ألا يشعر الأطفال تحت أي ظرف بأنهم مسؤولون عن جعل الوالدين يشعران بالتحسن. ورغم أنه يستحسن أن يكون الوالدان على اطلاع جيد عند الحديث مع أطفالهما حول أزمة معينة، لكن لا بأس أن يكون الوالدان صادقين ويقولا إنهما يحتاجان البحث قبل الإجابة على سؤال معين.

التواصل مع الطفل بطريقة تناسبه!

ربما يكون أصعب سؤال هو: كيف أتحدث مع طفلي؟ ما هي الكلمات التي ينبغي اختيارها؟ إلى أي درجة ينبغي أن أتعمق في الشرح؟ بيتر لديه إجابة بسيطة وهي أن: « أسئلة الطفل تحدد مستوى المحادثة »، مشيراً إلى أنه ينبغي أن يسترشد البالغون بأسئلة الطفل ليبنوا عليها المحادثة، لكنه يضيف: « لكن من فضلك لا تطل الحديث وتلقي محاضرات »!

وبالنسبة للبالغين الذين لا يعرفون كيف يشرحون الحرب مثلاً للأطفال، يوصي الخبراء برسائل وكلمات تناسب عمر الطفل. تقول فان برونزفيك: « بالتأكيد يجب على الآباء عدم السماح لأطفالهم بمشاهدة مقاطع الفيديو المتعلقة بالحرب، فمن الصعب تحملها حتى بالنسبة للبالغين ».

كن قدوة في الأزمة

يمكن للبالغين إظهار أنهم قدوة لأطفالهم في الأزمات والحروب، من خلال المشاركة في مظاهرة ضد الحرب أو جمع تبرعات لضحايا الحرب، مثلاً. ويساعد إشراك الطفل في هذه النشاطات على تعزيز الكفاءة الذاتية للطفل.

يوليا فيرجين

زر الذهاب إلى الأعلى