“الترمضينة”.. عندما يدخل الصائم في حالة نفسية تتناقض مع الهدف المتوخى من الصوم

الترمضينة” هي عادة حالة من الغضب الحاد لدى الصائم الذي يدخل في حالة نفسية تتناقض مع المقاصد الصحية والروحية لشعيرة الصيام، هكذا يحلل أستاذ علم النفس الاضطرابي في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء والمحلل النفسي، سعد ابن الجنوي، الخبايا النفسية لحالات “الترمضينة” التي تكاد تكون، في بعض الأحيان، “ظاهرة اجتماعية” تخيف وتذهل الجميع.

ويوضح المحلل النفسي، أن « الترمضينة » عادة ما تكون معروفة بارتباطها بتوتر الأعصاب أو ما يوصف بـ »النرفزة »، حيث يصبح الفرد سريع الإحساس بالقلق والغضب ولربما تأخذه بدون قصد، دفعة قوية إلى تفريغ العدوانية في كل حالات عدم التوافق مع الغير، ولو كانت الأسباب سطحية وبسيطة، مما يشير إلى عدم قدرته على تحمل أي تيار معاكس، لا يتماشى مع رغباته وإرادته الآنية.

إعلان

وأشار إلى أن هذا السلوك يتسم في حالاته القصوى ب »المشهدية » وخلق حالة هستيرية ، « تكاد تنتشر كوباء فتصيب كل قريب من المسرحية التراجيدية »، وهو ما يخلق نوعا من الهلع والفوضى، معتبرا أن لهذه الظاهرة أسباب من بينها السهر المفرط وانعكاساته على النشاط اليومي في العمل أو الدراسة، والإفراط في الطعام حتى الإصابة بالتخمة، والإحساس بالملل والفراغ النفسي، وبطول الوقت اللامنتهي، وكذلك الشعور بإحباط قريب من خيبة الأمل.

ولفت أستاذ علم النفس الاضطرابي إلى أن حالات « الترمضينة » الكلاسيكية، كسلوك عنيف مصحوب بالقلق، والغضب، والعدوانية ثم العراك والاحتكاك مع الغير، مشتقة نوعا ما من حالة الهيجان النفسي المعروفة تاريخيا بحالة اضطرابية سميت ب « الآموك » التي تؤدي إلى دخول الشخص في نوبة هستيرية تتخذ شكل هيجان عدواني خطير، يسيطر على ذاته، فيصبح متشنج الأعصاب، ويواجه كل من سولت له نفسه اعتراضه أو ردعه، حتى يوقفه العياء، وت ستنفذ طاقته النفسية. وأضاف أن « رمضان قد يحيي ما هو مكبوت من ألم ومعاناة تولد عند البعض تيارات نفسية عنيفة مكبوحة، قد تفجرها بسرعة الإكراهات والقيود الثقافية ». ومن أجل تفادي حالة « الترمضينة » في هذا الشهر الفضيل وكذلك في الأيام العادية، أكد الطبيب النفسي أن العمل الفكري للشعور بالدوافع الباطنية والتمعن فيها وربطها بالصيام وما يخلفه على الصائم، قد يتيح إمكانية توجيه وتأطير الذات لتفريغ الفائض في ممارسات ثقافية من شأنها أن تؤهل الفرد، من أجل إثبات شخصيته وتغذية تقدير الذات بمنهجية متألقة وجد مشبعة وراقية.

هناء ضاكة

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى